الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله وصحبه المنتجبين.
فإنه لمن دواعي السرور والغبطة أن ينعقد في رحاب هذه الكلية المعطاء المؤتمر السنوي الرابع الموسوم بـ (العلوم الإنسانية والتنمية البشرية المعاصرة) تحت شعار (بالعلوم الإنسانية يُبنى الإنسان)، وقد جمع هذا المحفل العلمي المبارك باحثي كليتنا وجامعتنا العزيزة، مع نخب مبدعة من باحثي جامعاتنا الأخرى والمراكز العلمية والبحثية في عراقنا العزيز.
ومما لا شك فيه، فإن المؤتمرات العلمية السنوية تنطلق دائماً لآفاق رحبة في رحاب هذا الوطن المعطاء بطموحات كبيرة، وآمال واعدة؛ ولآن كليات الآداب معنية بالعلوم الإنسانية فلا بّد أن تساهم في إحداث النقلات الأساسية في جميع المجالات العلمية والإنسانية، ومن أهمها ترسيخ ثقافة البيت العلمي الرصين من التنظير إلى التطبيق.
ومن هذا المنطلق فقد حرص مجلس كلية الآداب أن يخصص هذا المؤتمر للعلوم الإنسانية؛ لأنها في الواقع تواجه تحديات عدة، وكان لزاماً عليها إذا ما أرادت أن تلحق بركب العلوم الصرفة التكيف مع المتغيرات السريعة التي يشهدها عالمنا اليوم في ظل ثورة معلوماتية كبيرة ومذهلة بإيجابياتها وسلبياتها، ولا شك أن المسؤولية كبيرة على عاتق باحثينا لمواكبة مسيرة الأمم والشعوب المتقدمة للسير في الطريق الصحيح لتحقيق مشروع أمتنا الحضاري، وهذا يتطلب تجدداً ثقافياً يستوعب الثورة المعلوماتية العالمية وما ينتج عنها من رقيّ وتطور في مختلف مجالات الحياة.
إن التجدد الذي ندعو إليه يحتاج إلى الانفتاح على التقدم العالمي في العلم والثقافة والآداب والفنون والتفاعل مع الحضارات الإنسانية الأخرى، دون أن نفقد خصوصيتنا وتراثنا المبدع العريق، وعلينا أن لا ننبهر بحضارة الغرب وغزوه الثقافي، وفي الوقت نفسه لا نغلق على أنفسنا الأبواب لننعزل عن العالم بتطوراته الثقافية والعلمية والاقتصادية؛ لأننا بحاجة ماسة للعمل على تجسير الفجوة التقنية التي تفصلنا عن العالم المتقدم، وهذا لا يتحقق إلا بإيلاء العلم والثقافة ما يستحق من اهتمام.
إن الأمل يحدونا في أن تكون بحوث هذا المؤتمر قد عالجت قضايا بلدنا الحبيب، وأن تكون منطلقاً لاستشراف المستقبل.
وختاماً، نضع بين أيديكم هذا العدد الخاص ببحوث المؤتمر، إسهاماً من كليتنا في رفد مسيرة العلم والبح العلمي في عراقنا الناهض.
الاستاذ الدكتور
حسين داخل البهادلي
عميد كلية الآداب